رحمة الله الشاملة .
إن الله سبحانه موصوف بسعة الرحمة التي طوت جميع الوجود ووصلت إلى كل موجود ، فحيثما أشرق شعاع من علمه المحيط ، أشرق معه شعاع من رحمته بحسب ما تقتضيه علمه وحكمته . وقد خص المؤمنين منها ، بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}، وبهذا يثني عليه الخاصة من ملائكته ،{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله ، وهى تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) .[رواه مسلم]
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة )) [رواه مسلم] .
وقال صلى الله عليه وسلم « ولما خلق الخلق كتب في كتابه فهو عنده : إن رحمتي سبقت غضبي » [رواه البخاري ومسلم]. فهي كالعهد لكل الخليقة بالرحمة لهم والعفو عنهم ، والتروِّ والإمهال لهم .
ولعلك تقول : ما معنى كونه تعالى رحيماً ، وكونه أرحم الراحمين ، والرحيم لا يرى مبتلى ومضروراً ومعذباًًً ومريضاً ، وهو يقدر على إماطة ما بهم إلا ويبادر إلى إماطته . والرب سبحانه وتعالى قادر على كفاية كل بلية ، ودفع كل فقر وغمة ، وإماطة كل مرض وإزالة كل ضرر ، والدنيا طافحة بالأمراض والمحن والبلايا ، وهو قادر على إزالتها جميعها ،وتارك عباده ممتحنين بالرزايا والمحن .
فجوابك : أن الطفل الصغير قد ترق له أمه فتمنعه عن الحجامة والأب العاقل يحمله عليها قهراً والجاهل يظن أن الرحيم هي الأم دون الأب ، والعاقل يعلم أن إيلام الأب إياه بالحجامة من كمال رحمته وعطفه وتمام شفقته وأن الأم له عدو في صورة صديق فإن الألم القليل إذا كان سببا للذة الكثيرة لم يكن شرا بل كان خيرا .
وتحت هذا الغطاء سر منع الشرع عن إفشائه فاقنع بالإيماء ولا تطمع في الإفشاء ولقد نُبهت بالرمز والإيماء إن كنت من أهله فتأمل لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي هذا حكم الأكثرين وأما أنت أيها الأخ المقصود بالشرح فلا أظنك إلا مستبصراً بسر الله عز وجل في القدر مستغنياً عن هذه التحويمات والتنبيهات [ينظر : المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ،لأبي حامد الغزالي 1/64].
شواهد رحمـة الله :
إن كل ما يراه الإنسان من الإنعام والإحسان ومن شواهد التدبير والتصريف الإلهي فهو من شواهد رحمة الله عز وجل ، فكل ما هو مشاهد ومغيب من النعم والإحسان والكرم الفضل كل أولئك من آثار رحمتـه ومن ذلك :
نعمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن ؛ولذا قال سبحانه : { الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ* علمه البيان } . وهذه النعم أعظم من إنزال المطر وإنبات الزرع وتسخير الكون : الليل والنهار ، والشمس والقمر ،لأن إنزال القرآن رحمة لأن بها يحصل حياة الأرواح والقلوب .
ومن أعظم شواهد رحمة الله تعلم القرآن ولهذا نزلت سورة كاملة بهذا الاسم سورة « الرحمن » ابتدأت بهذا الاسم: { الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علَّمه البيان} فهذه ثلاثة من أعظم النعم فنعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، كلها من رحمته سبحانه ، وليس للإنسان فيها يد .
إن الله سبحانه موصوف بسعة الرحمة التي طوت جميع الوجود ووصلت إلى كل موجود ، فحيثما أشرق شعاع من علمه المحيط ، أشرق معه شعاع من رحمته بحسب ما تقتضيه علمه وحكمته . وقد خص المؤمنين منها ، بالنصيب الأوفر، والحظ الأكمل ، قال تعالى: {ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون}، وبهذا يثني عليه الخاصة من ملائكته ،{ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } .
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال : (قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي فإذا امرأة من السبي تبتغي إذا وجدت صبياً في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟ قلنا: لا والله ، وهى تقدر على أن لا تطرحه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) .[رواه مسلم]
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : قال : (( لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة )) [رواه مسلم] .
وقال صلى الله عليه وسلم « ولما خلق الخلق كتب في كتابه فهو عنده : إن رحمتي سبقت غضبي » [رواه البخاري ومسلم]. فهي كالعهد لكل الخليقة بالرحمة لهم والعفو عنهم ، والتروِّ والإمهال لهم .
ولعلك تقول : ما معنى كونه تعالى رحيماً ، وكونه أرحم الراحمين ، والرحيم لا يرى مبتلى ومضروراً ومعذباًًً ومريضاً ، وهو يقدر على إماطة ما بهم إلا ويبادر إلى إماطته . والرب سبحانه وتعالى قادر على كفاية كل بلية ، ودفع كل فقر وغمة ، وإماطة كل مرض وإزالة كل ضرر ، والدنيا طافحة بالأمراض والمحن والبلايا ، وهو قادر على إزالتها جميعها ،وتارك عباده ممتحنين بالرزايا والمحن .
فجوابك : أن الطفل الصغير قد ترق له أمه فتمنعه عن الحجامة والأب العاقل يحمله عليها قهراً والجاهل يظن أن الرحيم هي الأم دون الأب ، والعاقل يعلم أن إيلام الأب إياه بالحجامة من كمال رحمته وعطفه وتمام شفقته وأن الأم له عدو في صورة صديق فإن الألم القليل إذا كان سببا للذة الكثيرة لم يكن شرا بل كان خيرا .
وتحت هذا الغطاء سر منع الشرع عن إفشائه فاقنع بالإيماء ولا تطمع في الإفشاء ولقد نُبهت بالرمز والإيماء إن كنت من أهله فتأمل لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي هذا حكم الأكثرين وأما أنت أيها الأخ المقصود بالشرح فلا أظنك إلا مستبصراً بسر الله عز وجل في القدر مستغنياً عن هذه التحويمات والتنبيهات [ينظر : المقصد الأسنى في شرح معاني أسماء الله الحسنى ،لأبي حامد الغزالي 1/64].
شواهد رحمـة الله :
إن كل ما يراه الإنسان من الإنعام والإحسان ومن شواهد التدبير والتصريف الإلهي فهو من شواهد رحمة الله عز وجل ، فكل ما هو مشاهد ومغيب من النعم والإحسان والكرم الفضل كل أولئك من آثار رحمتـه ومن ذلك :
نعمة إرسال النبي صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن ؛ولذا قال سبحانه : { الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ* علمه البيان } . وهذه النعم أعظم من إنزال المطر وإنبات الزرع وتسخير الكون : الليل والنهار ، والشمس والقمر ،لأن إنزال القرآن رحمة لأن بها يحصل حياة الأرواح والقلوب .
ومن أعظم شواهد رحمة الله تعلم القرآن ولهذا نزلت سورة كاملة بهذا الاسم سورة « الرحمن » ابتدأت بهذا الاسم: { الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علَّمه البيان} فهذه ثلاثة من أعظم النعم فنعمة الإيجاد ، ونعمة الإمداد ، كلها من رحمته سبحانه ، وليس للإنسان فيها يد .